كيف يدعو المرشد من هم أعلم منه ؟
قال الله تعالى : [ وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ الله ] ، وقال حضرة الرسول الأعظم صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : [ من أخلص لله أربعين صباحاً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ] والسؤال هو : ما العمل عندما يكون في بعض الأحيان بعض المدعوين أكثر تقدماً في الناحية العلمية من المرشد نفسه ؟ مثلا صاحب شهادة متوسطة يدعو من يحمل شهادة دكتوراه علماً بأنه قد يكون متقدماً بمراحل كبيرة مما يؤثر بالسلب على نفسية المرشد ، فما هي الطرق العلمية التي يتبعها المرشد للتخلص من الإحباطات التي تصيبه من جراء ذلك ؟
فنقول : يجب على المرشد ابتداءً أن يجاهد نفسه وهواه بالرياضات والعبادات وكثرة الأوراد والتسبيحات ، ومن ثم لا يهمل قراءة وتعلم علوم الدين الأساسية ، وبذلك يصبح متفوقاً في تخصصه الديني ، متقدماً في إرشاده الذي يزاوله بين الناس ، ولا يشعر بأنه أقل من المخاطبين لأنه درس هذه الأشياء وهم لم يدرسونها ، فهم في حاجة إلى أن يفهموا دينهم وعلومهم مهما كان تخصصهم العلمي في فروع الحياة مثل : الطب ، الهندسة ، الفلك . وبعض الناس رغم علميتهم في تخصصهم إلا أنهم أميون في أمور دينهم . فالذي يتعلم علوم القرآن وعلوم السنة النبوية وعلم التصوف ( الذي فيه التطبيق العملي لتزكية النفس وتصفية القلب ) ، فهو قد تعلم أفضل العلوم جميعاً وبذلك لا يستشعر أي نقص لأنه من عمل بما يعلم أورثه الله علم ما لم يعلم ، كما ورد في الصحاح . وكما قيل : ( من أوتي القرآن فرأى أن أحداً أُعطي أفضل مما أعطي ، فقد عظم صغيراً وصغر عظيماً ) لذلك نقول لصاحب الإرشاد : ينبغي أن تدرس جيداً ما تحدث الناس به ، وبذلك يكون لك فضل عظيم بأنك علمتهم ما لم يكونوا يعلمون . فالإنسان عليه أن يتعلم ولا يقف عند نقطة بعينها إلى أن يشاء الله ، فليس الجاهل من لا يعلم ولكن الجاهل من يظن أنه ليس في حاجة لمزيد من العلم . ونذكّر بضرورة تعلم العلوم الشرعية ، لأن العلم من مستلزمات المرشد الأساسية ، ومحاولة الإلمام قدر المستطاع بالعلوم الأخرى ، وضرورة الإكثار من القراءة وتنويعها ، وعدم التقيد بمجال واحد ، لأن ذلك أدعى أن يفتح لك مجالات أوسع إلى قلوب الناس .