التقويم المحمدي

في الطريقة الكسنزانية

لولادة الرسول (صلى الله تعالى عليه وسلم) مكانة خاصة بين الأحداث الإسلامية عند مشايخ الطريقة . حيث يعتبر مشايخ الطريقة هذا اليوم ذا بركة خاصة لأنه يوم ظهور نور الله  (صلى الله تعالى عليه وسلم)  للناس : ( قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ )( المائدة : 15 ) . لهذا السبب كان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من اكبر الاحتفالات الدينية عند مشايخ الطريقة . فمما جاء عن مشايخ الطريقة في فضل الاحتفال بولادة الرسول (صلى الله تعالى عليه وسلم)  قول الشيخ الحسن البصري (لو إن عندي مثل جبل أُحد ذهباً لأنفقته في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف) والاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الطريقة يكون عادة بإقامة الأذكار وقراءة قصائد في مدح الرسول  ( صلى الله تعالى عليه وسلم )  والتذكير بصفاته الزكية  .

إن ولادة الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) هي حادثة ذات شأن عظيم تحدثت كتب التاريخ كثيراً في وصف ما رافقها من معجزات في السماء والأرض . وقد تقدمت الإشارة إلى بعض معجزات الولادة النبوية المجيدة في الفصل الخامس ، والتي منها سقوط إيوان كسرى ، وانطفاء نار المجوس ، وغيض ماء بحيرة ساوه ، وانكفاء الأصنام على وجوهها ، وغدو الشياطين وكبيرهم إبليس محجوبة عن السماء ومرميَّة بالشهب الثواقب . قال السقراطيسي في وصف بعض المعجزات ( الديار بكري 1885 أ : 227 – 231 ) :

ضاءت لمولده الآفاق واتصلت

بشرى الهواتف في الإشراق والطفل

وصرح كسرى تداعى من قواعده

وانقض مُنكسر الأرجاء ذا ميل

ونار فارس لم توقد وما خمدت

مُذ ألف عام ونهر القوم لم يسل

خرَّت لمبعثه الأوثان وانبعثت

ثواقب الشهب ترمي الجن بالشعل

 

من مظاهر تقديس الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) والاحتفال بولادته الشريفة في الطريقة الكسنزانية هو التاريخ نسبة للولادة المجيدة وذلك باستخدام التقويمين الميلادي المحمدي والشمسي المحمدي .

7 – 1  التقويم الميلادي المحمدي

طرح الشيخ محمد الكسنزاني في ليلة المولد النبوي الشريف لعام 1466 ميلادي محمدي (12/ 3/ 1412هجري، 19/ 9/ 1991ميلادي) فكرة وضع تقويم يؤرّخ الأحداث نسبة إلى ولادة الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) كمظهر احتفائي دائمي بالولادة المحمدية المجيدة وعمل يقدِّس ويعظِّم ويبجِّل شخص الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) ، بالإضافة إلى الاحتفال بالولادة المحمدية المجيدة الذي هو الهدف الأول لوضع التقويم الميلادي المحمدي ، فأن لمثل هذا التقويم الجليل فائدة كبيرة لدارسي التاريخ الإسلامي لأنه يؤرخ الأحداث نسبة إلى البداية الحقيقية للتاريخ الإسلامي وبذلك فإنه يمثِّل حلاً مثالياً وعملياً للتخلص من المشكلة التالية التي تشكل إحدى عقبات دراسة الإسلام المُبكِّر :

عند تدوينهم للتاريخ الإسلامي يقسّم المؤرخون عادة هذا التاريخ بشكل غير مباشر إلى ثلاث حقب مؤرخة وفقاً لثلاث سنين مرجعية مختلفة . تشمل الحقبة الأولى الفترة بين ولادة الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) وبداية نزول القرآن العظيم . وعلى سبيل المثال ، يذكر المؤرخون بأن الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) ذهب في أول رحلة تجارة إلى الشام لمّا بلغ خمساً وعشرين سنة ( ابن هشام 1937 : 202 ) ، وانه حكم في الخلاف حول وضع الحجر الأسود في الكعبة ، والذي كاد أن يقود قبائل قريش إلى حرب طاحنة ، عندما كان له خمساً وثلاثين سنة(ابن هشام 1937 : 209 ) . وكما هو واضح فان سنة ولادة الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) هي السنة المرجعية لهذه الحقبة . أما الحقبة الثانية فتشمل الفترة من بداية نزول القرآن العظيم ولغاية هجرة الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) ، وتُؤرَّخ نسبة إلى سنة نزول الوحي . فمثلاً يذكر ابن سعد بأن هجرة المسلمين الأولى إلى الحبشة كانت في رجب من السنة الخامسة من حين نُبِّى رسول الله(صلى الله تعالى عليه وسلم)(ابن سعد 1905 : 136 ) ، وأن خروج الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) إلى الطائف في ليال بقين من شوال سنة عشر من حين نُبِّى رسول الله ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) ( ابن سعد 1905 : 142 ) . أما الحقبة الثالثة فهي التالية للهجرة والتي ، بالطبع ، قد أرخت أحداثها باستخدام التقويم الهجري أي أن سنتها المرجعية هي سنة الهجرة . وهكذا فان العصر الإسلامي الأول قد أُرخت أحداثه نسبة إلى ثلاث سنين مرجعية مختلفة ، أي باستخدام ثلاثة تقاويم مختلفة ( الكسنزاني وآخرون 1994 : 6 )  .

إن التقويم الميلادي المحمدي لا يمثل بأي شكل من الأشكال تقويماً بديلاً عن التقويم الهجري إلا انه بالإضافة إلى دلالاته الدينية فإن استخدامه يمكن أن يكون ذا فوائد عملية مهمة وللاطلاع على منافع هذا التقويم في دراسة التاريخ الإسلامي فبالإمكان الرجوع إلى الدراسة المُشار إليها أعلاه.

التقويم الميلادي المحمدي هو تقويم قمري يبدأ كل شهر من شهوره بأول رؤية لهلال ذلك الشهر . وتتكون السنة الميلادية المحمدية من اثني عشر شهر . ولما كان هذا التقويم يحتفل بالولادة النبوية المجيدة فان شهر الولادة الشريفة هو أول شهوره ، كما أن سنة ولادة الرسول (صلى الله تعالى عليه وسلم) هي أول سنينه ، أي أن تاريخ الولادة المجيدة حسب التقويم الميلادي المحمدي هو 12 / 1 / 1 0 وبذلك فإن السنة الميلادية المحمدية تبتدئ بعد السنة الهجرية بشهرين .

لما كان التقويم الميلادي المحمدي هو تقويم إسلامي يهدف إلى التذكير برمز الإسلام الأول الرسول (صلى الله تعالى عليه وسلم) ، فقد اختيرت أسماء أشهره بحيث تكون مرتبطة بشخصيات ورموز وأحداث إسلامية عظيمة . ولكي تكون عملية اختيار أسماء الأشهر ذات أبعاد ودلالات تاريخية فقد روعي عند اختيار هذه الأسماء أن يرتبط كل منها بحادثة وقعت في الشهر الذي حمل ذلك الاسم . أما أسماء الأشهر المُحمَّدية ودلالاتها وأسباب اختيارها فهي كما يلي  :

1- النُور : في هذا الشهر كانت ولادة الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) .

مصدر هذه التسمية هو الآية الكريمة التي وصف فيها الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) بهذه الكلمات : ( قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ )  .

2- القُدُس : مدينة القُدُس هي إحدى المدن الإسلامية المقدسة حيث تحتضن المسجد الأقصى الذي أُسري إليه بالرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) وعرج منه ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) إلى السماء . في هذا الشهر حررّ القائد صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس في معركة حطين الشهيرة ( 683 ميلادي مُحمَّدي ، 1187 ميلادي )  .

3- الكَرَّار : في هذا الشهر تم فتح خيبر ( 61 ميلادي مُحمَّدي  ، 628 ميلادي )

استعصى فتح هذه المدينة الحصينة على المسلمين خلال يومين من الهجوم عليها من بعد حصار دام خمسة عشر يوماً . فلما عاد الجيش في اليوم الثاني من دون أن ينجح في فتحها قال الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) حديثه المعروف : ] أما والله لأُعّطِيَنَّ الرايةَ غداً رجُلاً يُحِبُّ الله ورسوله ويُحِبُّهُ اللهُ ورسولُه كَرّاراً غير فَرّار يأخُذها عنوة ( أبو الفدا 1907 ، ج 1 : 140 ) . ثم أرسل في اليوم التالي في طلب الإمام علي بن أبي طالب وأرسله لفتح الحصن حيث تم الفتح على يديه .

4- الزَهراء : هذا هو لقب السيدة فاطِمةُ بنت الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) التي ولدت في العشرين من هذا الشهر ( 38 ميلادي مُحمَّدي ، 606 ميلادي )  .

قال الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) في فضل السيدة فاطمة الزهراء : ( إنما فاطمةُ بضعَةٌ مني يُؤذيني ما آذاها ) ( مسلم 1930 ، ج 16 : 3 )  .

5- الإسراء : هذا هو الشهر الذي أسرى فيه الله سبحانه وتعالى بالرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس كما بينت ذلك الآية القرآنية الكريمة : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )( الإسراء : 1 ) ( 52 ميلادي محمدي ، 620 ميلادي ) .

6- القادسية : في هذا الشهر وقعت معركة القادسية التي انتصر فيها المسلمون على الإمبراطورية الفارسية وكانت الفاتحة لإقامة الإمبراطورية الإسلامية .

7- رمضان : وهو اسم هذا الشهر في القرآن العظيم : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )(البقرة : 185 )  .

8- النصر : شهد هذا الشهر انتصار المسلمين على الأحزاب من قريش وحلفائها في معركة الخندق(59 ميلادي محمدي، 627 ميلادي).

9- البيعة : في هذا الشهر حدثت بيعة الرضوان ( 60 ميلادي محمدي ، 628 ميلادي ) التي جاء ذكرها في القرآن العظيم : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ) ( الفتح : 18 )  .

10- الحج : هذا هو الشهر الذي يحج فيه المسلمون إلى بيت الله الحرام .

11- الهجرة : وضع الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) في هذا الشهر خطته الهجرة من مكة إلى المدينة قبل حوالي الشهر من شروعه بالهجرة ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) .

12- الفتوح : وقعت الكثير من الفتوحات الإسلامية في هذا الشهر .

جدول الأشهر الميلادية المحمدية ومقابلاتها الهجرية

الأشهر الميلادية المحمدية الأشهر الهجرية
التسلسل الاسم التسلسل الاسم
1 النُور 3 ربيع الأول
2 القدس 4 ربيع الثاني
3 الكَرَّار 5 جمادي الأول
4 الزهراء 6 جمادي الآخرة
5 الإسراء 7 رجب
6 القادسية 8 شعبان
7 رمضان 9 رمضان
8 النصر 10 شوال
9 البيعة 11 ذو القعدة
10 الحج 12 ذو الحجة
11 الهجرة 1 محرم
12 الفتوح 2 صفر

7 – 2 التحويل بين التواريخ الميلادية المحمدية والهجرية

يتقدم التقويم الميلادي المحمدي على نظيره الهجري بثلاثة وخمسين عاماً وعشرة أشهر ، والتي هي المدة الزمنية بين بداية السنة الميلادية المحمدية الأولى ، والتي أطلق عليها الشيخ محمد الكسنزاني تسمية ( عام النور ) تيمناً بنور الله ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) ، وبداية السنة الهجرية الأولى . أما لتحويل التواريخ الميلادية المحمدية إلى هجرية وبالعكس فيمكن استخدام المعادلات التالية   :

أولاً – تحويل التواريخ الهجرية إلى ميلادية محمدية

المعادلة العامة لتحويل التاريخ الهجري إلى ميلادي محمدي هي :

التاريخ الميلادي المُحمَّدي = التاريخ الهجري + 53 سنة + 10 أشهر   ( 1 )

التاريخ الميلادي المحمدي =
اليوم الهجري
( 1 – 1 )

أ – إذا كان الشهر الهجري تسلسله 1 أو 2 :

الشهر الميلادي المحمدي =
الشهر الهجري + 10( 1 – 2 )

السنة الميلادية المحمدية =
السنة الهجرية + 53 ( 1 – 3 )

ب – إذا كان تسلسل الشهر الهجري 1 – 10:

الشهر الميلادي المحمدي =
الشهر الهجري – 2 ( 1 – 4 )

السنة الميلادية المحمدية =
السنة الهجرية + 54 ( 1 – 5 )

مثال : وقعت معركة دومة الجندل في الخامس والعشرين من ربيع الأول من العام الهجري الخامس ، أي 25 / 3 / 5 هجري . لذلك يكون التاريخ الميلادي المحمدي المقابل :

اليوم الميلادي المحمدي = 25

لما كان تسلسل الشهر الهجري هو 3 يجب استخدام المعادلتين 1 – 4 و 1 – 5 :

الشهر الميلادي المحمدي = 3 – 2 = 1

السنة الميلادية المحمدية = 5 + 54 = 59

وبذلك يكون التاريخ الميلادي المحمدي هو 25 / 1 / 59 ، أي 25 / النور / 59 .

ثانياً – تحويل التواريخ الميلادية المحمدية إلى مقابلاتها الهجرية

المعادلة العامة لتحويل التاريخ الميلادي المحمدي إلى التاريخ الهجري هي :

التاريخ الهجري = التاريخ الميلادي المحمدي – 53 سنة – 10 أشهر    ( 2 )

اليوم الهجري =
اليوم الميلادي المحمدي
( 2 – 1 )

أ – إذا كان الشهر الميلادي المحمدي تسلسله 11 أو 12 :

الشهر الهجري =
الشهر الميلادي المحمدي – 10
( 2 – 2 )

السنة الهجرية =
السنة الميلادية المحمدية – 53
( 2 – 3 )

ب – إذا كان تسلسل الشهر الميلادي المحمدي 1 – 10 :

الشهر الهجري = الشهر الميلادي المحمدي =
2
( 2 – 4 )

السنة الهجرية =
السنة الميلادية المحمدية – 54
( 2 – 5 )

ج – كما هو الحال مع التقويم الميلادي ، والتقاويم بشكل عام ، حيث لا تُستخدم سنة رقمها ( صفر ) فإن السنة الهجرية الأولى ، أي 1 هجري ، تسبقها سنة – 1 هجري ، أي 1 قبل الهجرة . بسبب هذا فانه عندما يكون التاريخ الميلادي المحمدي المطلوب تحويله يقع قبل الشهر الحادي عشر من سنة 54 ميلادي محمدي فانه بدلاً من استخدام إحدى المعادلتين 2 – 3 أو 2 – 5 فان المعادلة التالية يجب أن تستخدم لإيجاد السنة الهجرية :

السنة الهجرية =
السنة الميلادية المحمدية – 55
( 2 – 6 )

مثال : ولد الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) في 12 / النور / 1 ، أي 12 / 1 / 1 ميلادي محمدي ، إذا التاريخ الهجري المقابل هو :

اليوم الهجري = 12

لما كان الشهر الميلادي المحمدي رقمه 1 فان معادلة 2 – 4 يجب أن تستخدم لإيجاد الشهر الهجري :

الشهر الهجري = 1 + 2 = 3

بما إن التاريخ الميلادي المحمدي يقع قبل الشهر الحادي عشر من السنة الميلادية المحمدية الرابعة والخمسين فان معادلة 2 – 6 يجب أن تستخدم لإيجاد السنة الهجرية :

السنة الهجرية = 1 – 55 = – 54

إذاً فتاريخ الولادة المحمدية الشريفة حسب التقويم الهجري هو 12 / 3 / – 54 هجري ، أي 12 / ربيع الأول / 54 قبل الهجرة .

7 – 3 التقويم الشمسي المحمدي

للتقويم المحمدي تقويم آخر يحتفل بالولادة النبوية المجيدة هو التقويم الشمسي المحمدي . وكما يوحي اسمه فان هذا التقويم هو تقويم شمسي ، حيث يؤرخ الأحداث نسبة إلى شهر وسنة ولادة الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) . تتكون السنة الشمسية المحمدية من اثني عشر شهر يتطابق عدد أيام كل منها مع عدد أيام مقابلة في التقويم الميلادي الغربي ([1]) .

لما كانت ولادة الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) قد حدثت بتاريخ 2 / 5 / 570 ميلادي ( انظر الكسنزاني وآخرون 1994 ، وأيضاً (al-kasnazani el al,1993,  ) ، فان 1 / 1 / 1 شمسي محمدي يطابق 1 / 5 / 570 ميلادي لذلك فالسنة الشمسية المحمدية تبتدئ بعد ابتداء السنة الميلادية بأربعة أشهر ، أي أن شهر أيار الذي هو خامس أشهر السنة الميلادية هو أول شهور السنة الشمسية المحمدية .

إن التقويم الشمسي المحمدي تقويم إسلامي لذلك فقد اختيرت لبعض شهوره أسماء ذات دلالات إسلامية ، وبسبب من كونه تقويم شمسي فقد اختير للبعض الآخر من الأشهر أسماء تطابق التغيرات في الطقس ومواسم الزراعة في العراق والمنطقة المحيطة به . أما أسماء الأشهر الشمسية المحمدية فهي كما يلي :

1 – الرحمة : هذا هو شهر ولادة الرسول(صلى الله تعالى عليه وسلم) ( 2 / 1 / 1 شمسي محمدي ، 2 / 5 / 570 ميلادي ) . وصف الله سبحانه وتعالى الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) في القرآن العظيم بقوله الكريم : ] وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [[ الأنبياء : 107 ] .

2 – الفردوس : في هذا الشهر تزدان المروج بنباتاتها من الفواكه والخضر والحبوب .

3 – الشمس : هذا هو أول شهور الصيف .

4 – الرطب : في هذا الشهر يبدأ موسم الرطب . من المعروف إن النخلة شجرة مقدسة في الإسلام .

5 – الرحلة : هجرة الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) من مكة إلى المدينة حدثت في هذا الشهر . غادر الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) مكة في 8 / 5 / 53 شمسي محمدي ( 8 / 9 / 622 ميلادي ) ووصل إلى المدينة في 22 / 5 / 53 شمسي محمدي ( 22 / 9 / 622 ميلادي ) .

6 – الغيث : يبدأ المطر بالسقوط في هذا الشهر .

7 – البرد : هذا هو أول أشهر الشتاء .

8 – الثلج : في هذا الشهر يتساقط الثلج .

9 – الريح : يشهد هذا الشهر عادة رياحاً عاصفة .

10 – الزرع : هذا هو شهر موسم الزراعة الصيفية .

11 – البُراق : سمي هذا الشهر على اسم الوسيلة التي استعملها الرسول(صلى الله تعالى عليه وسلم) في معراجه إلى السماء ( 6 / 11 / 50 شمسي محمدي ، 6 / 3 / 620 ميلادي ) .

12 – الربيع : يأتي هذا الشهر بعد الاعتدال الربيعي مباشرة .

جدول الأشهر الشمسية المحمدية ومقابلاتها الميلادية

الأشهر الشمسية المحمدية الأشهر الميلادية
التسلسل الاسم التسلسل الاسم
1 الرحمة 5 آيار
2 الفردوس 6 حزيران
3 الشمس 7 تموز
4 الرطب 8 آب
5 الرحلة 9 ايلول
6 الغيث 10 تشرين الأول
7 البرد 11 تشرين الثاني
8 الثلج 12 كانون الاول
9 الريح 1 كانون الثاني
10 الزرع 2 شباط
11 البرق 3 اذار
12 الربيع 4 نيسان

7 – 3 التحويل بين التواريخ الشمسية المحمدية والميلادية

يتقدم التقويم الميلادي على التقويم الشمسي المحمدي بخمسمائة وتسعة وستين عاماً وأربعة أشهر . يمكن تحويل التواريخ الميلادية إلى مقابلاتها الشمسية المحمدية وبالعكس باستخدام المعادلات التالية :

أولاً – تحويل التواريخ الميلادية إلى شمسية محمدية

المعادلة العامة لتحويل التاريخ الميلادي إلى شمسي محمدي هي :

التاريخ الشمسي المحمدي = التاريخ الميلادي – 569 سنة – 4 أشهر  ( 3 )

اليوم الشمسي المحمدي =
اليوم الميلادي
(3 – 1)

أ – إذا كان الشهر الميلادي أحد الأشهر 5 – 12 :

الشهر الشمسي المحمدي =
الشهر الميلادي – 4
(3- 2)

السنة الشمسية المحمدية =
السنة الميلادية – 569
(3-3)

ب – إذا كان تسلسل الشهر الميلادي 1-4 :

الشهر الشمسي المحمدي =
الشهر الميلادي + 8 
(3-4)

السنة الشمسية المحمدية =
السنة الميلادية – 570

ج – لعدم وجود سنة شمسية محمدية رقمها صفر ، أي أن السنة – 1 شمسي محمدي لا السنة صفر هي التي تسبق سنة 1 شمسي محمدي ، فانه إذا كان التاريخ الميلادي قبل الشهر الخامس من سنة 570 ميلادي فيجب استعمال المعادلة التالية تستعمل لإيجاد السنة الشمسية المحمدية بدلاً من معادلة 3 – 3 أو 3 – 5 :

السنة الشمسية المحمدية =
السنة الميلادية – 571
(2-6)

مثال : حدثت معجزة الإسراء في 6 / 3 / 620 ميلادي . التاريخ الشمسي المحمدي لهذه الحادثة هو :

اليوم الشمسي المحمدي = 6

بما أن الشهر الميلادي هو الثالث يجب إذاً اللجوء إلى المعادلتين 3 – 4 و 3 – 5 لإيجاد الشهر والسنة الشمسيين المحمديين على التوالي :

الشهر الشمسي المحمدي = 3 + 8 = 11

السنة الشمسية المحمدية =
620 – 570 = 50

إذاً فالتاريخ الشمسي المحمدي للإسراء هو 6 / 11 / 50 ، أي 6 / البراق / 50 .

ثانياً – تحويل التواريخ الشمسية المحمدية إلى ميلادية

المعادلة العامة لتحويل التاريخ الشمسي المحمدي إلى ميلادي هي :

التاريخ الميلادي = التاريخ الشمسي المحمدي + 569 سنة + 4 أشهر (4)

اليوم الميلادي =
اليوم الشمسي المحمدي
( 4-1)

أ – إذا كان الشهر الشمسي المحمدي هو احد الأشهر 1 – 8 :

الشهر الميلادي = الشهر الشمسي المحمدي + 4

(4-2)

السنة الميلادية = السنة الشمسية المحمدية
+ 569
(4-3)

ب – إذا كان تسلسل الشهر الشمسي المحمدي 9 – 12 :

الشهر الميلادي =
الشهر الشمسي المحمدي – 8
(4-4)

السنة الميلادية =
السنة الشمسية المحمدية + 570
(4-5)

مثال : كانت بيعة الغدير بتاريخ 13 / البُراق / 62 ، أي 13 / 11 / 62 شمسي محمدي التاريخ الميلادي المقابل لها هو :

اليوم الميلادي = 13

لما كان تسلسل الشهر الشمسي المحمدي هو 11 فيجب استخدام المعادلتين 4 -4 و4- 5 لحساب الشهر والسنة الميلاديين :

الشهر الميلادي = 11 – 8 = 3

السنة الميلادية = 62 + 570 = 632

وبذلك يكون التاريخ الميلادي لبيعة الغدير هو 13 / 3 / 632 ، أي 13 / آذار / 632 .

بالإضافة إلى الدلالات الدينية للتقويمين الميلادي المحمدي والشمسي المحمدي فأن لهما فوائد جليلة في دراسة التاريخ الإسلامي ، وبالذات مرحلة فجر الإسلام »([2]).

—————————–

[1] – التقويم الميلادي المُستعمل حالياً في الغرب وفي معظم بلدان العالم أيضاً ، بقي يُعرف بـ( التقويم الجولياني ) منذ بداية استعماله إلى ما قبل 15 / 10 / 1582 حيث أصبح يُعرف منذ ذلك التاريخ بـ (  التقويم الغريغوري ) بعد أن تم إدخال إصلاحات معينة عليه . لغرض الحفاظ على التناسب الزمني بين التقويم الشمسي المحمدي والتقويم الميلادي الغربي فقد تم اعتبار التقويم الشمسي المحمدي متطابقاً مع التقويم الجولياني للفترة قبل 15 / 10 / 1582 ومتطابقاً مع التقويم الغريغوري للفترة من 15 / 10 / 1582 ميلادي .

[2] – جمال نصار حسين / لؤي فتوحي – الطريق الى الطريقة ص 201 – 215 .