المرشد دعاؤه مستجاب
نالت هذه الأمة المحمدية المباركة صفة الخيرية إلى يوم القيامة بعملين جليلين بعد الإيمان بالله تعالى وهما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ). لا بل كل فرد من هذه الأمة المرحومة إذا تحلى بهذه الصفة وتخلق بهذا الخلق ينال هذه الخيرية ويصبح من خير الأمة التي أخرجت للناس كما يقول حضرة شيخنا السلطان الخليفة محمد المحمد الكسنزان قدس الله سره العظيم ، وليس الأمر على هذا الحد وحسب بل إن الله تبارك وتعالى قد أمر المدعوين بالإجابة مساعدة منهم للداعي ، فقال : ( أجيبُوا داعِيَ الله ) وأن دعوة الداعي هي نفسها دعوة الله ورسوله ، قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) ، وقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم :
( من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، هو خليفة الله في الأرض ، وخليفة كتابه ، وخليفة رسوله ).
وكذلك تكفّل الله سبحانه باستجابة دعاء الداعي ، فالداعي إلى الله تعالى (المرشد ) مستجاب الدعوة كما في القرآن المجيد : ( أجيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذا دَعانِ ) وهذا من ثمار الدعوة والإرشاد ومن بركته .
كما أن الرشد والنجاح والهداية من ثمار الاستجابة للداعي المرشد ، قال تعالى : ( فَلْيَسْتَجيبُوا لِي وَلْيُؤمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون ) ، وإن في ترك الارشاد عدم استجابة الدعاء لقول النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : ( يا أيها الناس إن الله يقول لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم ).
يقول حضرة الشيخ السلطان الخليفة محمد المحمد الكسنزان قدس الله سره العظيم : ( إن الإرشاد فيه أعظم الأجر ، والمريد يجب أن يكون مرشداً ويبدأ بالنفس يرشدها إلى طريق الخير والصلاح ثم العائلة ثم يكون الإرشاد بعد ذلك للآخرين من الناس ).